صراع المافيا

Part 28 : ليلى و الذئب

تود جعلي مظلمة كالسماء لتلمع أنت كالنجوم؟
فقط لا تنسى ..الظلام يبتلع كل شيء
..................................................................

كانت الرابعة و النصف صباحا و سيكون من الغريب أن يصف المرء لأي أحد هذا الموقف...لكن برينير فاديتا كان جالسا في المقاعد الخلفية لصالة سينما ينظر للشاشة التي تعرض فيلم ذات الرداء الأحمر...

كان يفعل هذا بابتسامة ماكرة أخفاها ظلام القاعة بينما هو يمرر لسانه على أسنانه...

كعادته لا يبدو أنه ينتمي لعائلة كالفاديتا...ثيابه عادية جدا و تخفيه كليا... يرتدي قبعة بيسبول و فوقها قلنسوة سترته نغطي ملامح و شعره الأسود....أما أعينه الزرقاء التي كانت تحمل نوعا من رغبة الافتراس فلم تظهر من أسفل النظارات التي يضعها...

و نظرا لأن هذا الوقت ليس وقتا يتواجد فيه أي بشري عادي في السينما يشاهد فيلما لكنه هنا كان يجلس على المقعد بإهمال و يتكأ بذراع واحد على المسند يمسح بإبهامه على شفته باستمتاع...

ذات الرداء الأحمر...

كان يركز مع الفيلم ينظر للبطلة وهي تشق طريقها تلحق بالذئب الذي ينوي جميع من في القرية اصطياده و مع ذلك لم يكن هناك خوف في أعينها الواسعة...كان هناك شيء آخر...

الفضول يقتل القط كما يقولون...لكن في هذه الحالة الفضول يجعل الذئب يعض الفتيات الجميلات و إبتسامة برينير فاديتا اتسعت حين وصل ذلك المشهد أين سمحت ذات الرداء الأحمر للذئب باستهلاك عقلها و استهلك معه قلبها ...عن طريق الغيرة..

رؤية الحب في مشهد يفترض أنه يصف وقوع ليلى في مخالب الذئب جعله يمرر لسانه على أسنانه من جديد..و الشيء الوحيد الذي يجعله يتضح وسط الظلام كان انعكاس الشاشة على زجاج نظاراته...

ليلى الفتاة الجميلة الحمقاء...الذئب لا يتم اصطياده...دوما هو من يصطاد...دوما...سواء الجسد أو القلب...

قد يعتقد المرء أن برينير فقط هنا كعادته يفعل أمرا غريبا آخر كمشاهدة فيلم قبل ساعات قليلة من بزوغ الفجر في صالة سينما شبه خالية بينما من المفترض أنه نائم أو يعمل كباقي آل فاديتا...لكن الحقيقة أنه هنا يفعل كما يفعل دوما...

طرق الذئاب...

فهو ليس هنا صدفة و أعينه لم تركز فقط على الشاشة الكبيرة التي تبعد عنه بمسافة معتبرة...بل من أسفل النظارات نظراته كانت تنزلق لأشخاص معينين في القاعة...

ثلاثة رجال على وجه التحديد يجلسون في الصفوف الأولى يتحدثون بهمس يقربون رأسهم من بعض كأنهم و رغم أصوات الفيلم كانوا يحرصون ألا يسمع أحد ما يقولونه...

القاعة هنا كانت مقاعدها تحوي حوالي تسعة أشخاص بالإجمال منتشرين حول المكان...أغلبهم ثنائيات يفعلون أمورا لا تليق بالمكان و لا الزمان و لأنه كان في الخلف كان من السهل عليه رؤية كل شيء ...