🖐🖐

2.9K 198 146
                                        


فتح صاحب النظرات باب الغرفة، نظر بحرج قبل ان يتكلم "اسف على الازعاج لكني لم اتحمل عدم الحضور" انزل رأسه محتظنا يديه

ابتسم عادل ببعض الدفئ متخطيا ابنه الاصغر، امسك بيد الاخر يسحبه للداخل "اتيت لزيارة مريض هل في هذا اعتذار"

رفع الاخر من عينيه، قابله وجه عادل البشوش لتسري رعشة من المحبة بجسده، "هل ابنك بخير"

"قال الطبيب ان سامي لا يعاني من اي اصابات خطيرة بعض الارتجاجات و الجروح الطفيفة" نظر لابنه النائم بينما وسيم يمسك بيده بقوة و يحاول كتم دموعه

كان وسيم يتذكر المرات الكثيرة اىتي اخبره فيها سامي بان يكون ولدا قويا و ان لا يبكي، لا يجب ان يبكي و عليه ان يثبت انه رجل

ان البكاء يجب ان يكون في الاوقات العصيبة و التي تحتاجها، كأن تفقد فردا مهما من عائلتك، او شخصا انت تحبه كثيرا، لكن حاول ان تظل صلبا

صلبا رغم ان سامي بنفسه يعلم انه حساس و سيبكي في اقرب فرصة و اصغر حدث

"قال الطبيب بانه يعاني من ارهاق و قدمه اليسرى مصابة قليلا و تحتاج للراحة" اكمل عادل

"الحمد للرب انه بخير" قدم صلاتا مسيحية بسيطة، "ماذا عن سالم انا لم ازره بعد"

حل صمت، رفع وسيم من رأسه كأنه تذكر شيئا، اعطى قبلة ليد سامي "اعلم انك بخير اخي سامي سأعود لاحقا" و من ثم شق طريقه ليخرج من الغرفة

"قال الطبيب" فتح وسيم باب الغرفة ليجد نفسه في الممر، لم تكن غرفة سالم بعيدة، لقد كانت هناك في الجهة المقابلة "ان سالم قد تعرض لاصابات شبه خطيرة اضافة الى" كان هناك صوة بكاء في الردهة، امرأة ربما و طفل او اطفال، كان نحيبا موجعا "ضربة بليغة في الرأس" تنهد عادل

وضع الاخر يده على كتف عادل، "كل شيء سيكون بخير هل زرت عائلة سالم"

"لم استطع ان حالتهم لا تشجع حتى" تنهد عادل "سأنتضر لما بعد ربما"

"حسنا كما تريد" اخذ فترة قصيرة "و لكن ماذا عن سامي" حدق عادل نحوه بتساءل، حمحم قبل ان يكمل "كيف ستكون ردة فعله عندما يعلم ان سالم في حالة سيئة"

عض عادل على شفته السفلى، هو يحفظ ابنه، اقرب كلمة قد يستطيع الاب وصفها لحالة ابنه القادمة هي الانهيار

سامي سينهار تماما، و لن يلوم احدا غير نفسه، لن يكون البكاء وحده و الحزن، بل الندم، و الندم هو اسوء شعور، يأكلك و ينهش قلبك و روحك بروية و هدوء تام

فرض التخييمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن