Part 1

9 2 0
                                        

صلى على رسول الله 💖
................
في إحدى الدول الأوربية وتحديداً في لندن عاصمة بريطانيا ، دخل ذلك الشاب_ الذي يبلغ من العمر سبعة وعشرون عاماً_ إلى مكتبه بعد يوم طويل ومرهِق في العمل ، جلس على مكتبه وسرعان ماوقعت عينيه على تلك الصورة الموضوعة على مكتبه ، نظر إليها بحزن وألم ، وقطع عليه شروده في الصورة طرقات على باب مكتبه فسمح للطارق بالدخول ، دلف صديقه الإنجليزي سريعاً وأغلق الباب خلفه وتحدث قائلاً عندما رأى شحوب وجهه :
"هل انت بخير ياسين ؟ تبدو مرهقاً للغاية !"
" إنني بخير مايكل لاتقلق ، لقد كان اليوم طويلاً فحسب "
" حسناً يمكنك ان تأخذ قسطاً من الراحة وأراك في وقت لاحق "
" لا عليك ياصديقي ، ولكن هل حدث شئ مهم ؟"
" لا كل مافي الموضوع انه قد أتت قبل قليل مريضة إلينا ، ولذلك اتيت إليك حتى تقوم بفحصها ، ولكن لا عليك سأتولى الأمر ، بالرغم من اني اعتقد ان فحصك للمريضة يمكن ان يغير من مزاجك المعكر ياصاح"
" لا افهم ماذا تقصد ؟ "
" ان أهل المريضة مصريون مثلك ."
وبمجرد ما استمع ياسين الي جملة صديقه حتى وقف مسرعاً من على كرسيه وتحرك باتجاه باب مكتبه وهو يردف:
" حسناً أيها الانجليزي يمكنك انت ان ترى عملك وانا سأتولى امر ابناء موطني"
ضحك مايكل على تصرفات صديقه ، هو يعلم حبه الشديد لموطنه وكذلك حزنه لابتعاده عنه ، ويعلم أيضاً انه يكون سعيداً عندما يقابل شخصاً مصرياً مثله ولذلك جاء اليه حتى يخبره عن المريضة واهلها .

......................
طرق على الباب ثم دخل عندما استمع إلى الأذن بالدلوف وعلى وجهه ابتسامة هادئة
" السلام عليكم"
" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"
اجابه والدي الطفلة ، ثم نظر إلى الطفلة وتقدم منها قائلاً:
"ايه اللي تاعب القمر ؟"
" ايه دا انت بتتكلم زي عندنا في مصر "
قالتها تلك الصغيرة ببلاهة جعلته يضحك عليها وهو يجيبها :
" ايوة عشان انا من عندكم من مصر ام الدنيا"
ثم نظر الي والديها متسائلاً وهو يفحصها:
" هي بتشتكي من ايه ؟"
اجابته والدتها على الفور :
" بطنها وجعاها وعندها إسهال ، وكمان كانت حرارتها مرتفعة وعملتلها كمادات انخفضت شوية بس لسة سخنة."
رد متسائلاً :
" انتوا اتنقلتوا هنا حديثاً ولا اديكم فترة ؟"
هذه المرة تحدث الأب قائلاً :
" احنا ادينا هنا اسبوع "
" تمام ، مبدئياً كدا اللي حصلها دا طبيعي بسبب تغير الجو وكدا انا هكتبلها على شوية أدوية وان شاء الله هتبقى كويسة "
"ان شاء الله ، شكراً لحضرتك يادكتور "
ابتسم ياسين للرجل متحدثاً :
" دا واجبي وبعدين دا احنا ولاد بلد واحدة في غربة "
ثم تطلع إلى الصغيرة واقترب منها وأعطاها من الشوكولاتة التي يحتفظ بها دائماً
"الف سلامة عليكي يا قمر ممكن بقى نتعرف ؟"
مد يده لها ليصافحها معرفاً عن اسمه :
" انا اسمي ياسين وانتِ اسمك ايه ؟"
" اسمي اسراء "
لاحت على وجهه علامات الحزن عندما استمع إلى اسمها ، ثم تمالك نفسه متحدثاً ببسمة حزينة :
" اسمك جميل كان اسم إنسانة غالية عليا جداً"
تسائلت بفضول طفولي:
" مين ؟ "
أجابها بحزن :
" بنتي"
" ايه دا انت عندك بنت "
" مش بنتي بالظبط بس هي بنت قلبي وحبيبتي "
لم تفهم الصغيرة معنى كلماته فتجاهلتها وتابعت اسألتها :
" طيب هي راحت فين ؟ "
" مبقتش موجودة معايا "
ثم تهرب من اسألتها موجهاً حديثه لوالديها :
" حمدلله على سلامتها ، ممكن تاخدوها معاكم النهاردة ، مفيش اي داعي انها تبقى في المستشفى "
وبعدها استأذن خارجاً من الغرفة ، اغمض عينيه ثم اخد نفساً عميقاً وأعاد فتحهما مرة أخرى متوجهاً إلى مكتبه

.....................................
جلس على مكتبه متطلعاً إلى تلك الصورة ثم امسك بها ونظر إليها هامساً :
" وحشتوني جداً "
ثم وجه أنظاره إلى صورة الفتاة الموجودة في تلك الصورة الجماعية:
" وانتي وحشتيني اكتر"
شرد عقله لسنوات مضت كانت من احب السنوات على قلبه

" آسررررررر"
هتفت بها تلك السيدة الأربعينية وهي تكاد  تصاب بالشلل من ذلك الولد الذي ينزل السلم ولكن ليس باستخدام درجاته بل يقفز على حافته
" صباح الخير ياماميتوووو"
" صباح الزفت على دماغك ياحيوان ، هو انا مربية قرد في
البيت !؟"
" قرد!!! على العموم تسلمي ياغالية."
"يارب ارحمني منهم يارب ، هتجلطوني انت والعجلة أختك اللي ليها ساعتين بتلبس "
" ياسبحان الله ، الواحد يبقى نازل في أمان الله كدا يلاقي نفسه بيتهزأ "
خرجت هذه الكلمات من تلك الفتاة التي ترتدي ملابس المدرسة وهي تنزل السلم وسرعان ما اجابتها والدتها ببسمة صفراء :
" مش يمكن انتي المهزأة ياحبيبة قلبي ؟"
" اوبا .. في منتصف الجبهة "
نظرت تلك الفتاة إلى شقيقها بشر ، ليتوقف عن الضحك وهو يبتلع ريقه بخوف
" صباح الخير يامرات أبويا "
" صباح الزفت على دماغك انتي التانية ، يلا بقى انجزوا افطروا ولا أقولك مفيش وقت للفطار اصلاً انتوا اتأخرتوا اصلاً يلا بابا انت وهي على المدرسة بسرعة"
تحدثت ابنتها متذمرة :
" ياماما انا هموت من الجوع ، يعني انتي ضميرك هيبقى مرتاح لما نروح المدرسة واحنا جعانين ، كدا مش هنعرف نركز "
" اسم الله عليكي وعلى اخوكي ابو ملحق يا اختي  ، يلا اطفحوا وغوروا من وشي يلا "
" يارب على الذل اللي على الصبح كدا "
قالها آسر وهو يقلب عينيه بملل
" امشي ياحيوان من وشي "
" والله العظيم ياحجة انا ابنك ، هو انتي معندكيش غير ابنك التاني الواطي اللي راح الأقصر من غيرنا ولا ايه "
وبمجرد ما ان أنهى كلمات حتى وجد خف والدته المنزلي يتجه نحوه
" ابني مش واطي ياحيوان يازبالة انت والفاشلة أختك ، واه معنديش غيره ، ويلا بقى مفيش فطار "
هرول آسر سريعاً من أمام والدته فعندما يتعلق الأمر بأخيه يصبح من المستحيل التعامل معها
" وياترى بقى استاذة اسراء ناوية تروح المدرسة امتى ؟"
قالتها الأم وهي ترمق ابنتها التي تعيد ضبط حجابها مرة أخرى ، وعندما رأت اسراء ملامح وجه والدتها الغاضبة حتى أسرعت خلف شقيقها إلى الخارج
..............................
خرجت اسراء من المنزل متجهة إلى شقيقها الذي ينتظرها أمام بوابة المنزل
" طردتك انتِ كمان ولا ايه "
نظرت اليه بحنق واجابته :
" ما البركة في لسان سيادتك "
" ماعلينا خلينا نكلم اخوكي اللي راح الأقصر يتفسح ونسينا "
" خليني أكلمه انا عشان وحشني جداً جداً "
" وحش أما يلهفك يا اختي انتِ وهو "
قالها آسر وهو يرمق شقيقته بقرف ، ولكنها لم تلقي له أهمية فقد كانت منشغلة بمهاتفة شقيقها الآخر
.........................
" طيب ياحبيبتي خلي بالك من نفسك يلا سلام عليكم "
ثم اغلق هاتفه واضعاً إياه في جيبه وأتاه صوت صديقه من خلفه
" في ايه يا عمر دا كله بتكلم أختك يابني؟"
" فيه ايه ياعم ياسين أتكلم براحتي ، انت شاغل بالك بيا ليه؟"
" طيب يلا ياخفيف خلينا نكمل الجولة عشان دماغي ساحت من الشمس "
ضحك عمر مجيباً إياه :
" مش انت يابني اللي اخترت اننا نيجي الأقصر "
اجابه قائلاً بضيق : " اه انا بس دا مايمنعش ان الجو هنا  حر جداً ، فعشان كدا اتنيل قدامي يلا "
تحرك عمر برفقة ياسين ليكملا رحلتهما في الأقصر الجميلة وآثارها الرائعة
..................
يتبع💜

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 14 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حبي الأول Where stories live. Discover now