العملية رقم 55

4.8K 100 23
                                    

- في تلك المدينة الجميلة أو كما يسمونها عروس الشمال "طنجة المغربية " ، تستيقظ جميلتنا على صوت الخادمة التي تهزها.
.
الخادمة : اختي صفاء استيقظي لقد حل الصباح
.
- همهمت صفاء بانزعاج ،بعد دقائق من محاولات الخادمة لإيقاظها استيقظت أخيرا تلك الكسولة لتتوجه للحمام ،بعد أن انهت روتينها وضعت مكياج خفيف يبرز جمالها الرباني و ارتدت ثيابها ثم نزلت إلى الأسفل حيث يوجد والدها و والدتها .
.
صفاء بابتسامة : صباح الخير
السيد مصطفى : صباح النور يا حلوتي
السيدة حياة: صباح الخير طفلتي
.
- جلست صفاء في كرسيها المعتاد ليباشروا بتناول الفطور و الصمت سيد المكان إلى أن قاطعا صفاء هذا الصمت
.
- صفاء : بابا يجب أن نسرع لأن اليوم لدينا عمل كثير صحيح ؟
- السيد مصطفى بانزعاج : صفاء قلت لك لن تذهبي يعني لن تذهبي
- صفاء بعصبية : ولكن يا أبي إنه حلمي منذ أن كنت صغيرة ألم تقل أن فلسطين هي الأرض المقدسة و أننا نحن الشعب المغربي أتينا من الشام و احتمال أن يكون أجدادنا فلسطينيون و يجب أن نحمي فلسطين و القدس ألم تقل هذا ؟لماذا تمنعني الآن !
- السيد مصطفى بهدوء :أنت لستي فلسطينية أنت مغربية مفهوم ؟ثم إن فلسطين لن تحتاج لك لتحرريها فهي تملك شجعان و رجال تستطيع أن تهز الجبال
- السيدة حياة بانزعاج : نحن و فلسطين شعب واحد لا تقل هذا الكلام لابنتك ثم إن صفاء جاسوسة معروفة رغم صغر سنها و لن تخيب ظنك .
"ضرب السيد مصطفى المائدة" ليردف بغضب :هل تعرفين ما الذي قد يحصل لابنتك الشجاعة اذا اكتشفو اولائك اليهود أنها جاسوسة ؟سيعيدونها ميتة و ربما بلا أطراف اتظنين أنني قد أرغب بالقضاء على إبنتي؟
-صفاء بغضب : لا يهمني أنت ربيتني على الجهاد في سبيل الوطن و من نحب و ها هي فلسطين تطلب منا العون لذا لن أقف ساكنة سوف أذهب و سوف أصبح جاسوسة و داخل الجيش الإسرائيلي و سوف ترى .
.
غادرت صفاء المنزل بأكمله غاضبة ثم ركبت سيارتها ،ظلت تقود إلى أن وصلت لمكانها المفضل ،صديقها الهادئ الذي فورما تنزل دموعها تبدأ امواجه بالهيجان كما لو أنها كانت تخبرها أنها تفهمها .جلست صفاء على تلك الرمال موجهة نظرها للبحر .
.
- صفاء بحزن و هي تتمتم : لا أعلم لما أبي لا يثق بي لقد فضحت أغلب السياسيين الفاسدين و حصلت على ترقية رغم سني الصغيرة و قد وعدني أنه إذا كانت هناك مهمة لفلسطين سوف يرسلني لها أولا لكن لما لما لا يثق بي الآن ؟
.
أحست بيد ضخمة تحط على كتفها لتعرف من هو فقط من رائحته
.
صفاء بصوت مبحوح : ماذا هناك يا أبي ؟
.
جلس السيد مصطفى بجانبها و هو يصوب نظره للبحر ليردف : أنا أثق بك لكنني لا أثق برحمة الصهاينة ،إنهم وحوش يا ابنتي ..فلسطين تحتاجنا و لكنني أحتاجك أيضا يا بنيتي .لم أفكر يوما أنني سوف أخسرك ،لازلت أذكر الوعد الذي قطعته لك لكنني أريد نسيانه فقط .لا أعلم ما سر حبك الشديد لفلسطين  ما السبب الذي يجعلك تريدين حمايتها لهذه الدرجة ؟لكنني بالأخير أعلم أنه لن أستطيع منعك إن أردتي سوف تركبين حافلة نقل البطاطا و تفعلين ما برأسك ههه لا يسعني الا ان اقول لك اهتمي بنفسك جيدا .
.
استدارت صفاء نحوه بفرح لتعانقه و هي تقول: سوف افعل بابا كنبغيك بزاف "أحبك كثيرا "
.
بادلها الآخر العناق ليتوجها نحو المقر

الفاكهة المحرمة ۩➹۩ Forbidden Fruit (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن