الربط بين الإكتئاب(كحالة مرضية) والاكتئاب(كحالة شعورية)

5 0 0
                                    


كثيرًا ما يخلط الناس بين هذين الأمرين، ولا يقتصر ذلك مع الاكتئاب فقط، ولكن مع جل الاضرابات النفسية. فمن الطبيعي لأي انسان أن يمر بفترات يكون فيها مكتئبًا او قلقًا أو حتى انه قد يصاب ببعض الهلاوس. ولكن هل هذا كافي حتى يتم تشخيصه بشكل اكلينيكي بأنه مصاب بالاكتئاب، أو القلق، او حتى الشيزوفرينيا؟

والجواب باختصار هوَ لا! لماذا؟ ببساطة لأن أعراض الاضرابات النفسية يمر بها كل الناس بشكل أو بآخر. وأحيانًا كنت أمزح مع أصدقائي وأقول لهم: لو قرأت قرأت عن الأعراض الخاصة بمختلف الاضرابات النفسية لشعرت بأن مكانك الحقيقي هوَ في احدى المصحات النفسية نظرًا للخطر الذي يهدده وجودك على البشرية!

ولكن كيف يقوم الطبيب بتشخيص الحالة إذًا، بما أن كل الناس تصاب بمحتلف اعراض الاضراب النفسي؟ والجواب قد لا يكون مختصرًا لأن المسألة صعبة وعلى قدر من التعقيد. ولكن بشكل عام تعتمد المسألة على أمرين رئيسيين الأول: هوَ شدة وكثافة الأعراض وتنوعها، والمسألة الثانية هيَ الفترة الزمنية التي صاحبتك فيها هذه الأعراض.

فمثلًا كل الناس تصاب بحالة اكتئاب من وقت لآخر، ولكن عندما يظل المرء مكتئبًا لفترة طويلة من الزمن، وفي نفس الوقت يلاحظ صعوبة في أدائه لمختلف أدواره الاجتماعية. فحينها يمكننا أن نقول أنه قد يكون لديه بوادر اضطراب نفسي.

ومسألة أخرى ايضًا، أنه أي اضراب نفسي يكون له مجموعة مختفلة من الأعراض فلنقل مثلًا أنها عشرة. فهناك حد معين من الأعراض ان تواجدت بقدر معين(يقدره الأخصائي النفسي) حينها قد يتم تشخيص المريض بأنه مضطرب نفسيًّا.

كما أنّ هناك ظن شائع بأن الأدوية النفسية تؤدي إلى الجنون أو انها تقوم بعمل اختلال ما في أداء المرء. وهذا الكلام ليس بالبساطة التي يتخيلها الناس. ففي الكثير من حالات الاكتئاب لابد للمريض أن يتعاطى بعض اﻷدوية التي من شأنها أن تهدئ من هذه الأعراض حتى يستطيع المعالج أن يدأ معه في جلسات علاجية من شأنها أن تساعده على التخلص من حالة الاكتئاب أو القلق التي يعانيها. ولكن قد يكون من المتعسر جدًّا ان يبدأ معه أي جلسات علاجية ما لم يتعاطى المريض قدر معين من هذه الأدوية

خرافات حول العلوم الانسانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن