الموجة الثانية

13.4K 423 74
                                    

 

" سفينة قلبك الباحثة عن مرسى .. مظللة بغيوم كثيرة "

 

خرجت ماسة من الغرفة التي تطل على ممر واسع لتقترب من السور الحديدي الأبيض ناظرة للسماء الصافية أمامها والبحر الممتد من تحتها يلمع بأشعة الشمس كالماس المغري للعين فهمست بشرود " يالجمال البحر .. لكن إن عدت لتلك اللحظة المرعبة في وجود القرش .. يالقبحه ! "

 

أغمضت عينيها ترتجف برهبة وهي تستعيد تلك اللحظات التي كان القرش لا يبتعد عنها سوى بأمتار قليلة .. أمتار قد يقطعها بمنتهى السهولة ليفتك بها بأسنانه فتكاً ..

وهل يوجد يوما ما هو أسوأ من تلك اللحظة التي تكون فيها يائسا .. متأكدا ألف بالمئة من دنو الموت منك .. فيقبض روحك بأكثر الطرق ألما وعذابا !..

 

عادت لفتح عينيها تزفر نافضة الذكرى المرعبة .. وشعرها الغجري الطويل يتطاير للخلف .. تسحب عدة أنفاس من الهواء المنعش تهدئ من روع قلبها الذي انفعلت ضرباته وكأن مجرد تذكر الأمر يُعيده لهلع تلك اللحظة المجنونة ..

عقدت حاجبيها بعدها و هي تتذكر أنها تأخرت جدا وقد يكون " الشباب الجائعين " قد قضوا على الطعام بالفعل

نظرت يمينا و يسارا في الممر الذي به عدة غرف بجانب بعضها .. ثم اختارت السير يسارا لتواجه سلما خشبيا قصيرا تصعد عليه وهي تسمع أصوات الرجال يتحدثون بطريقة مزعجة همجية .. وكلٌ منهم تقريبا يتحدث في آن واحد .. من يستمع إذا !..

 

وصلت للدور العلوي لتجد نفسها في مقدمة السفينة .. أمامها يجلس العديد من الرجال على الأرض يرصون الطعام فيما بينهم في هذا المكان الواسع للمقدمة الذي على ما يبدو خصصوه للجلوس فيه .. ويوجد غرفة من ورائهم يبدو أنها غرفة القيادة والتحكم بالسفينة .. ومن وراء الغرفة صناديق كبيرة متراصة .. كمية كبيرة جدا في الحقيقة على ما تبدو بضائع مشحونة من دولة لأخرى .. وذلك السلم الذي صعدت عليه له بقيه للصعود لدور أعلى تقريبا يكون للسطح ..

 

ظلت واقفه تنظر حولها بحرج لا تعرف ما الذي عليها فعله وقد صمت الجميع فجأة ما أن ظهرت يتطلعون فيها بفضول احمرت منه .. لمَ لم يجلبوا لها الطعام في الغرفة منعا لهذا الموقف المحرج ..

" هااا هل أيضا سيخدمونك سيدة ماسة !! " قالتها داخليا لنفسها ..

تنحنحت وقد طال صمتها وصمتهم لتقول بالإنجليزية بارتباك " مم .. مرحبا "

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن