~1~

177 15 3
                                    

كانت جوليا تمسك ربطة شعرها بفمها بينما ترفع شعرها بيديها..
توجهت امام الباب لتفتحه حين سمعت احدهم يطرق عليه..
وقفت هناك لثانية لتربط شعرها وتفتحه

كان يقف امامها رجل طويل القامة يرتدي ملابس رسمية ويحمل بيده باقة ورود وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة واسعة جدا..

ما ان رأت ابتسامته حتى قفزت معانقة اياه ليعانقها ويدور ضاحكا :"هل قبلت؟" سألت بحماس بعد ان انزلها اومأ رأسه وابتسامته لم تفارق وجهه :"انا ذاهب الان.. اوصليني للمحطة"

تركته وجرت مسرعة للداخل :"اذا اصنع لي كوب قهوة وساجهز نفسي خلال ثوان" خلع حذاءه ودخل للمطبخ.. وضع الورود في مزهرية وبدأ يصنع القهوة..

سكبهم في كوبها المتنقل وخرج صارخا :"جوليا سأتأخر في يومي الاول وستكونين السبب" لتصرخ بدورها :"اصمت وانزل للسيارة"

ابتسم واخذ المفتاح ونزل الى سيارتها وجلس وبدأ يعبث بهاتفه يتصفح هنا وهناك ليرى انها قد نشرت صورة لكوب قهوتها الذي اعده وهي تحمله لتبين ساعتها وحذائها مع وصف [ذاهبة للعمل] ومئات الاعجابات فاتصل بها وما ان ردت حتى صرخ :"لا وقت لتصويرك سنتأخر!" لترد عليه ببرود وهي تضحك :"انت من سيتأخر.. عملي قريب" واقفلت الخط

ارتدت حذائها واغلقت باب بيتها وبينما تقفله بمفتاحها فتح الباب خلفها وخرج منه شاب يحمل كوب قهوة ويرتدي ملابس مريحة بشعر اشعث.. "هذا الرجل.. لم اره سابقا.." فكرت حين تذكرت انه منذ شهر انتقل الى الشقة التي امامها جيران جدد.. لكنها لم تلتق به سابقا..

تبادلا النظرات للحظات واصبحت المغادرة دون حديث امرا صعبا.. :"مرحبا انا جوليا.." ثم اشارت بارتباك لباب بيتها :"كما ترى جارتك"

ورغم ان عينيه لم تظهرا بسبب شعره الغير مرتب ابتسم :"انا دانيل.. سعدت بلقائك.." ثم اشار لبابه بابتسامة اوسع :"كما ترين جارك ايضا.." ضحكت جوليا :"اذا اراك في الجوار" ثم دخلت المصعد ليدخل معها..

شعرت بالاحراج فقد ودعته منذ لحظة..
كانت دقيقة طويلة جدا من الصمت المريع تنفست الصعداء حين فتح الباب لكنه لم يخرج رغم كونه الاقرب للمخرج.. رفع يده برفق :"تفضلي" فخرجت لتومئ رأسها :"اذا وداعا" ثم خرجت من البناء واستقلت سيارتها

جلست ليعم الصمت قبل ان تقطعه :"هيا جيك انا اسفة.. لا تكن جافا هكذا.. لقد كنت اغيظك"
كتف يديه ورفع كتفيه ليظهر انه لم يرضى بحديثها لتتنهد :"حسنا استسلم ساعوضك.. ماذا عن دعوتك لاي مكان تريده؟"

رفع كتفيه مجددا وهو ينظر للنافذة :"ماذا عن... دعني افكر.. تنظيف منزلك.. لقد انتقلت حديثا ولم تضع الاثاث بعد لذا متأكدة انه سيكون مليئا بالغبار"

رفع كتفيه مجددا لتقول مستسلمة :"ماذا عن الاثنين؟ سادعوك لتناول شيء بعد ان انظفه؟"

ادار وجهه لينظر لها وقد ابتسم قليلا بنصر :"موافق"
شهقت بخفة :"لقد كنت تستغلني!"

جاري الغريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن