خفايا أسوة

642 63 63
                                    

السلام عليكم.
بسلاسة السلامِ هذه، آمل أن يكون يومكم سلسًا وحميدًا حتى انتهائه.

فكيفَ حال قلوبكم؟
آمل أن نسيمها لطيفًا كحالها!

والآن بعد الترحيب الحار يا رفاق.
أهلًا بكم في فصلنا لهذا اليوم، فهل أنتم مستعدون لما سنخوضه اليوم؟

في ليلِ يومِ الأربعاءِ من يومٍ باردٍ، سادَ به الغموض وجفاف الشعور، فشعر الجميع بتغيّر الحال!
وحالُ الربيع العربي لم يكن كسائر الأيام من العمل، هناك شيء مريب! ولن يستطيع اكتشافه وحله إلا أربعةٌ من بين الكلّ...

ولم يلبث هؤلاء الأربع بإحساسهم بتغير الوضع، حتى تلقى مركز أبحاث الربيع العربي الثقافي ملفًا أبيض اللونِ، وقد استلم هذا الملف رؤوساء المركز وهم: صدف، جود، روس، كلاودي.

أمسكت العضو جود الملف بعد أن وصلَ إلى بريدِ المركزِ الواقع بجانب الباب، وتسلّلت إلى الداخلِ وهي تنظرُ إلى اسمِ الملف الذي بدا أن هناك قضية جديدة على المركز توليها وحلها، وكان عنوانها على صيغة سؤال، كعادةِ صيغ أسماء الملفات التي يتلقونها في سبيل حل المشاكل التي تواجه العمل على المسابقة!

واسمه كان: «ما الخفايا وراء أُسوة؟»

رفعت جود رأسها، فرمقت روس وصدف يأتيان من وراءِ مكتبيهما وهما مرهقا الجسدِ وأعينهما تكاد تنفجر احمرارًا، ثم وقفا بجانبها وأخذا يطّلعان على اسم القضية التي عليهم حلها، فقال روس وصدف بصوتٍ واحدٍ جهور: «لا تقوليها! مهمة جديدة؟ ألا يتوقفون عن المشاغبة!»

رمقتهم جود كعادتها، النظرة الباردة غير المتأثرة بكل المتاعب التي تخوضها في عمل هذا المركز، وقالت باعتيادية بحتة، ثم رمت الملف على وسطِ الطاولة الخاصة لاجتماعاتِ ثلاثتهم المتواجدة وسطَ المكان، بينما رابعهم نائم في طرفٍ بعيد: «لن يكونوا أعضاء الربيع العربي الثقافي إن لم يشاغبوا، لنبدأ العمل هيا»

جلسَ ثلاثتهم على مقاعدهم المخصصة لبدء العمل، وبدأت صدف في قراءة أول صفحة من مُلحقات ومعلومات القضية التي تساعد على حلها، وكان الآخرَان يحللان ما تسرده:

«عادةً أكثر الأوقات المفرحة للقلب هي نفسها اللحظات المفعمة بالحماس، عندما كنا نخطط لأسوة، عندما حضرنا أعضاء لجنة التقييم، عندما بدأنا التقييم، وعندما أكملنا جزءًا من مخططنا لأسوة، ثم بدأت تصبح أجزاء، كل رواية ينهى تقييمها تعطيني نشوة الإنجاز، تفيضني شغفًا وتحفيزًا، عند بدء العمل على فكرة... أشعر وكأني مستعدة للعمل ألف ساعة متواصلة، وأني أحمل في جعبتي ألف خطاب محفز، لطالما كانت تتبادر إلى ذهني صورة المعمل والعمّال، وأنا... أراني كالمسؤول البدين الذي يتجول هنا وهناك ويرمي الكلمات المشجعة، يمدح عمل هذا وينبه ذاك، رأيتني أقف على منبر وأقول: هيا، انطلقوا! لنصنع أسوة! لنبني مجدًا!»

أسوة ٢٠٢٠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن