Part17

661 14 5
                                    

Part17
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
(لا تلهيكم الرواية عن الصلاة، اللهم بلغت اللهم فاشهد)
.
.
.

.
.
.
.
أتوقف، أصمت، اسقط من أعلى التلّة للهاوية..لم احسب حساب كل هذا ، كُنت أظن..والظّن أوقعني في ذهاب النور إلى الطّرف الآخر ليلتهمني الظلام ولكن هذهِ المرة بعنف..بصرخة...بضجيج...لأتعب، لأمرض..لأتنفّس ببطء شديد..لأعلق في تُرهات لا منتهية..لأبكي...وكأنني أُعتدتُ على البُكاء..فأنا لا أبكي حتّى في وجعي ومرضي..ولكن اليوم بكيت ألمي ووجعي وخوفي وربكتي واشتياقي لأمي..بكيت لأجله..لحديثه...لعينيه التي تترجّان قول شيء يُبيح لهُ ندمي.. ولكن كل شيء توقف...فبعد مكالمتها..والتي كانت عبارة عن مشاعرٍ متأججة من عمق الشعور..تبكي بحرقة..تُخبرها أنها تخشى من الفضيحة..تخشى من أن يتلو عليها الفاتحة..كانت توبّخها بصوت متهدج..لا قدرة لها على الحديث..فحديث فهد كان قاسيًا ايقظ في داخلها ألف رغبة وأخرى...اشادت لها بأنها لا تملك عقلًا في اتّباع نواف...لا تدري كيف قطع الحديث عليها دخوله لتلوذ بنفسها في زاوية الغرفة...اخذت الأخرى
تردد"الو..مزون...وينك؟"
تسمع صوت خالها يرتفع يوبّخ مزون..صوتهُ منفعل...اشتدّت خلاياها على هذا الصوت لم تُغلق الخط...ابقتهُ لتستمع لصوت "راشد"..تشعر احاسيس مزون في هذهِ اللّحظة وصلت إليها ..ترآت أمامها مزون بشكلٍ مُنكسر...صوته مُخيف...كلماتهُ مُرعبة...كل شيء يصرخ أنّ الواقعة قد وقعت على رأس مُزون...كل شيء يصرخ أن أوان موت مُزون بين يدين والدها الحانق والضّاج بِصُراخه..بكت...احاسيسُها مُرهقة..لا تقوى على أن تتخيّل هذا الموقف ان يكون من نصيبها...يوبخّها والدها يُعاتبها كما يفعل راشد...رغم مزون لا يد لها في هذه الفضيحة!
.
دخل عليها وهو هائج..كان للتو ركب سيّارته ليسلك طريق"جدّه"، ولكن لا يدري لماذا فتح هاتفه..ليستقبله المقطع...فتحه...كان سيغلقه ولكن الصوت...جذب مسامعه لإكمال المقطع...نظرت عيناه للتي تتمائل أمام المرآة ...كل شيء توقف لحظتها...كل شيء بات حزينًا وهالكًا بالسّواد...يرتدد صوتها بمكبّر صوتي ظالم..ساعد في مسارعة نبضات قلبه وحُزنة....خارت قواه....شعر بارتخاء يسلك طريق كفّيه ليُسقطها جانبًا من على جسده...تنّفس بصعوبة...لا يدري كيف الكون توقّف...ليُصاب بالدوّران...بالرغبة في الصّراخ...عرضه وشرفه يُعرض أمام الجميع يتداولونه ما بين (القروبات) بشكل سريع..دام وصل إليه هذا يُعني انّ المقطع مُنتشر بكثافة مخيفة...هُناك أعين كثيرة رأت ابنته...تتمايل أمام المرآة تُنشد بنبرة أنثوية تُجبر المسامع على الأرتخاء والاستماع....ماذا فعل لِتُعاقبه مزون هكذا؟ ماذا فعل؟
خرج من سيارته سيترك العمل ...سيترك كل شيء...سيذهب لها...عاد للمنزل ..فتح الباب...ركض على عتبات الدرج ليطلق لساقيه ريح موت مزون لتوصله إلى الكفن...إلى المقبرة ...إلى العالم الآخر...إلى اللاشيء!
فتح باب غرفتها وهي تُحادث وصايف...توبخها بصوت عالٍ سمع صوتها....ونظر لظهرها...شهقت على صوت اغلاق الباب وكأنّه يريد منها الإلتفات له...وهذا ما حدث...ألتفتت عليه....وانقضّ عليها في لحظة خطفت انفاسها ..واوقفت عقلها من استيعاب وجود ابيها في غرفتها...بوجه محمر...وعينين محمرتين...وكفين تُمسكان بأكتافها لتجبرها على الوقوف...سقط منها الهاتف ...على صوت وصايف المقطوع" ألو ...مزون..وو.." ...أدركت غضبه هذا...هذا الغضب الذي اشتعل بصدره...وافقدهُ عقله ..حتّى جعله يكسر يدها دون قصدٍ منه!
ألصقها على الجدار في أحدى زوايا الغُرفة التي ستشهد على نيران غضبه...ابتلعت ريقها حينما اصطدم ظهرها فيه...تحدّق في عينيه...لم ترى عينيه مُحمرة يومًا هكذا...الاحمرار مُخيف...تعرّق جبينه يُعني انه جاهد شيء بداخله يعجز عن وصفه...
كان بيده الهاتف....تسمع صوتها ادركت المقطع على وضع"التشغيل التلقائي" يعيد نفسه مرة ومرتين وهي تسمع صوتها بتخبط عظيم ...تزداد النبرة...وتزداد عينيه حدّة....وتزداد رغبة وصايف في سماع صوت مزون...حتّى بدأت تدمع عينيها وتقمض اظافر اصابع يديها....
رفع الهاتف...ورماه دون أن يهتم على الجدار ولكن ابتعدت ....رماه بقوة حتى اخرس الهاتف عن تكرار المقطع....سقط هاتفه على الارض بشاشة معدومة كليًّا تنم عن شدّة غضبه...ِشهقت هُنا مزون...

أحببتُ حُطاماً سبق أوانَ الرحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن