الفصل الخامس و العشرون

2.7K 165 10
                                    

المنيا..
وصلت دانية برفقة زوجها و عائلة الشريف الي منزلها (سراية جبران) ليستقبلهم عبد العال بحفاوة و هو يفتح لهم باب السراية لتدلف دانية خلفها البقية ، حمزة، احمد الشريف و محمود الشريف ، داليدا و التي اقترحت دانية ذهابها معهم لتبتعد قليلا عن سليم و تغير من نفسيتها ، خديجة و التي قررت تغيير جوها و الابتعاد عن التفكير بخيانة زوجها و بالطبع جايدة التي اصرت بالذهاب مع الجميع
كانت دانية تتامل المكان باعين حزينة و ذكرياتها مع عائلتها تمر امام عيناها كشريط سينمائي لتهبط دمعة متمردة علي وجنتها عندما لاحت بذاكرتها وفاة والديها كيف كان يستلقيان علي الارض غارقين بدمائهما ، كيف صرخت كثيرا لتوقظهما و كيف قضت ليلتها بجانبهم غارقة بدمائهم تتمني ان تستيقظ من ذلك الكابوس المرعب او تذهب معهما للابد
لاحظ حمزة تعبيرها الحزين و دمعتها الخائنة ليعلم ان حصونها ساقطة بتلك اللحظة لتكشف ضعفها للجميع و بالرغم من رغبته الدائمة و حبه لظهور مشاعرها الحقيقية امامه و بجانبه و لكنه فقط كره ان يراها الاخرون بتلك الحالة ،و ان كان علم شئ عن دانية فهي لا تحب ان تبدو ضعييفة امام احد تكره نظرات الشفقة و الحزن لذا اتجه اليها ليقف امامها يحجب وجهها الحزين عن اعين الجميع بينما يمسك باحدي يديها و يده الاخري تمسح دمعتها
ابتسم بوجهها ابتسامة حزينة وهو يتامل حور عيناها ليقول بهمس عميق لا يسمعه غيرها " ممكن تمسكي نفسك شوية .. مش حابب حد يشوف دموعك غيري ، استحملي شوية و ارفعي حصونك و اوعدك اول ما نكون لوحدنا حضني ليكي عيطي و طلعي حزنك كله جوايا هخبيكي"
نظرة عيناه و عمق نبرته شعرت بهم بجميع احاسيسها لتتاكد من صدق كلماته و احرفه ، تمنت لو يختفي الجميع و ترتمي باحضانه فورا تخرج ما تكبته بداخلها ، لم تعلم السبب ابدا و لكنه الوحيد منذ البداية لم تشعر بضرورة البقاء قوية امامه لم تشعر بضرورة الثبات و اخفاء ما بجوفها ، هو الوحيد الذي تسقط امامه جميع حصونها و تكون فقط دانية .
نظرت خلفه لتجد نظرات الجميع عليهم لتتمالك نفسها فهو محق لا يجب ان يري احد دموعها او يشعر بكسرها
حمحمت لتخرج بعدها صوتها الذي بالرغم من محاولتها ان يكون قويا ظهر فيه حزنها " صفية عبد العال وصلوا ضيوفنا لاوضهم خلوهم يرتاحوا شوية ، و ابعت للدار قولهم بوصولنا عشان البنات يحضروا الاكل "
رحل الجميع متفهمين حالتها غير راغبين بفتح جروحها الان و ان كان كلا من احمد و محمود الشريف قلقان فهما يعلمان ان الان يوجد حمزة بجانبها و متاكدين من وقوفه بجانبها ، بينما اتجهت دانية لغرفة والديها مغلقة الباب خلفها .
اما غياث فاتجه مباشرة الي حماد بناء علي طلب دانية ليخبره بالمستجدادت من موافقة دانية دخوله الشركه ليعرف ما يريده حمزة بناءا علي الاوامر الجديدة.

انتهي حمزة من حمامه ليقرر الذهاب الي دانية ، هو لم يشا ان يتركها بمفردها و لكنه اراد ان يعطيها مساحتها لتخرج ما بداخلها دون تفكير و بالرغم من رغبته الدائمة ليكون بجانبها و ينفذ وعده لها ان يخباها بداخله و لكنه غير متاكد من ان تكون هذه رغبتها هي ، هبط حمزة حيث صفية ليطلب منها مفتاح غرفة حماواه لرؤية دانية و صفية لم تمانع لتمده له بنظرات مشجعه ، فتح حمزة الباب بخفة ليتقطع قلبه مما راه
كانت دانية جالسة بغرفة والديها ترتدي احدي فساتين والدتها بينما تحمل احدي
(جلبيات) والدها تستنشق عبيرهما و تضمهما اليها اكثر كمن يريد ان يشعر بوجودهما ، كانت بحالة مزرية دموعها تملا وجهها انفها و عيناها حمراوان بينما شعرها حل من عقدته ليصبح مبعثرا حولها
كانت تداهمها الذكريات لتبكي اكثر كل مرة مدركة كم كانت حياتهم سعيدة و عائلتهم متحدة و قريبة .. تلك الغرفة وحدها تحمل ملايين الذكريات لها مع عائلتها فكم من مرة تسللت من غرفتها لتنام بجانب والديها و اللذان كانا يرحبان بوجودها دائما ، كانت عادتها منذ الصغر و لم تتمكن من التخلص منها حتي بعد ان كبرت ، مفاجات والديها لها بتلك الغرفة من هدايا و غيرها ، حضن والدتها و تقبيل والدها لراسها
بكائها صامت و لكنه الاقسي فجاة وجدت نفسها بين ذراعيه و علي الفور تعرفت عليه من رائحته و لمسته او ربما من انفاسه لم تعرف و لم تفكر كثيرا فقط تركت نفسها لتتمسك بقميصه اكثر و تبكي اكثر ليخرج صوتها اخيرا صوت بكاؤها المقموع منذ وفاة شقيقها ، انهارت بين ذراعيه تركت كل حصونها و اسوارها منهارة امامه ، تمسكت به اكثر كانه حبل نجاتها ، بكت و صرخت ليستقبل كل شئ منها مخبأ اياهاعن الجميع كما وعدها ، لم يتخطي صراخها صدره و لم يخرق بكاءها سوي قلبه .

بجهة اخري ، تجمع الجميع بالاسفل و امارات الحزن ترتسم بوجوههم يدركون صعوبة الامر ربما كانت قوية و تمالكت نفسها بعيدا و لكن الان بالمكان الذي يحوي ذكرياتهم ، خاصة ذكري موتهم .. ادركوا الامر عندما بكت صفية امامهم و هي تشير للمكان حيث كانا غارقين بدمائهما و تحكي كيف انها جاءت صباحا لتجدهم و بينهما دانية
امرهم احمد الشريف بعدم ازعاجها اليوم و تركها تعيش حزنها ، عليها التخلص من ذلك العبء علي صدرها لتستطيع ان تكمل حياتها لتستطيع ان تصبح اقوي و تكمل مسيرتها .

انتشر خبر عودة دانية بجميع ارجاء البلد بجانب حفلة الدار علي شرفها للاحتفال بزواجها ليتحمس اهل البلد و يبدا الجميع بالذهاب الي الدار للمساعدة او للسراية للترحيب والسؤال عنها .

.

هلو ايفري ون 🙈
والله مكسوفة منكم متأخرة جدا و فوق دا كله بارت صغير
اولا انا فعلا بعتذر علي تأخيري الدائم و فعلا شاكرة جدا لاي حد بيستحملني و بينتظرني

رواية أسوار الانتقام علي اد حبي الشديد ليها بس بجد التفاعل عليها قليل و يمكن دا اللي بيخبكني و مش بيحمسني اكتب و انزل جديد ، ومع ذلك مش هنكر بردو أن الفترة اللي فاتت كانت صعبة عليا جدا كنت بحاول اعمل اكتر من حاجة فنفس الوقت و يمكن دا خد من وقتي و مجهودي و فكري

عموما حابة اقولكم رمضان كريم ، كل سنة و انتم طيبين و بخير و صحة
رمضان اللي فات بدأت قصتي أسوار الانتقام و كنت ناوية اخلصها فنفس الشهر بس محصلش و مش مصدقة أن عدي سنة و لسة مخلصتش
عشان كدا انا عايزة تخلصها رمضان دا أن شاء الله يعني ، فاتمني انكم تتفاعلوا و تشجعوني

أسوار الانتقام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن