الجُزء الرابِع والعُشرين|الموت عِشقًا

26.8K 1.2K 547
                                    

الجُزء الرابِع والعُشرين|"أُريد أن أحيا بِك أنتِ، أُعيش بروحكِ أنتِ لتكوني موتِي وحياتي، جنتي وناري، روحي وجسدِي، بدايتي ونهايتي، فأنَا لا أرغبُ بخاتمِة غيركِ، لتكوني أنتِ رصاصة موتِي، وقُبلة إنعاشِي، لِتكوني أنتِ كل شيء، حتى وإن كان في ذلك أجلي وحياتِي.."
* * *

يالَهُ مِن شَيء بَشِع أن يُحكَم عليّ بِالرجُل المُعقّد
صَعب الحَل، وغَريب الأطوار الذي لا يُحتَمَل، أبدو لِمن حولي كَقُنبلة موقوتَة، قد تنفَجِر بغتَة وتُميت مَن حولَها، ألا يَكفي أن أنفاسي تَخنُقني، وأنني عِشت كُل أيامي أشعُر بِأنّ وجودي خاطِئ، أنني لَعنَة على كُل من يُحيط بي، لا أُجلِب إلّا الألَم والخيبَة، أنا آسِف لِكُل الزوّار، لِكُل من أطال إقامَتَهُ في عُتمَتي مُحاوِلًا التأقلُم على أطباعي السوداويّة، لا أُريد لِأي مُغادِر أن يَشعُر بِالذَنب لِتَركي، فَأنا أُجيد التَعامُل مَع لَحظات الوداع، أُجيد إغلاق الحِكايات، وإنهاء العَقبات لِلأبَد، أُتقِن دور الظالِم بِطريقَة تَجعل مِن كُل التُهَم تَلتَصِق بِجِلدي الشاحِب، أؤمِن أن رِحلَتي في الحياة سأكمِلها وَحيد، حتى وإن وجِد الأصدِقاء، حَتى وإن كُنت مُحاط بِالكَثير مِن البَشر، أعلَم بِأن الوِحدَة التي في قلبي لَن تَنتَهي، لَن تَتلاشى وَلن يمتَلِئ هٰذا الفَراغ بِشيء، أقولَها اليوم مؤمِنًا يقينًا أننا خُلِقنا وحيدين، نُحاوِل أن نَجد من يُشارِكنا السير في طُرُق الحياة الوعِرة، ولٰكِن في نِهاية المَطاف لَن يُكمِل أحد مِنهُم مَعنا السَير، مِنهُم من سيتعَب ويقِف فالِتًا يَدَك، مِنهم من سيُسقِطَهُ الطريق الواعِر، وتبقى أنت تُكمِل السير مُحاوِلًا إيجاد نَفق النور الكاذِب، تِلك الخُدعَة التي تقول أن نِهاية كُل طريق هُناك قبس من النور، هُراء في هُراء، لاشيء في نِهاية المَطاف سِوى العَدم، طريق مُقفَل لا يقود لِأي مَكان..

ماهو الحُب!؟
قضيّة مُغلَقَة، لا جِدالٌ فيها، وَمعي أنا بِشكلٍ خاص قضيّة مُعقّدَة، فَلرُبما طُرُق الغرام المُزهِرَة لا تليق بي، ولٰكِن حقًا ما هو الحُب الذي يلهَث خلفَهُ العالَم!، أهو النوم بِجانِب أُنثى جميلَة!، أم كَلِمات مُثخنّة بِالكَذب الجميل!، أحرُف غير منطقيّة، أبيات غزليّة، وقُبلات سِريّة!، أهٰذا هو الحُب!، العَبث بِالسَلام النَفسي، وإختِلال الإكتِفاء الذاتي!، المَرض شوقًا، والشِفاء وصلًا!، هٰكذا يسير العُشّاق تجرُفهُم مشاعِرَهُم نَحو الهاويَة، إستِعدادًا لِلسُقوط المُحتَم، يَالها مِن تَفاهة!، أن يُفنى عُمر المرء في إهدار نَفسَهُ، بِتَبذير مُخيف، عَطاء حد التفرُّغ حد البقاء خاويًا، في نِهاية المَطاف يُترَك بعد أن تنفذ ذخيرَة الكَلِمات والمُقتنيات التي بِإمكانَهُ وهبَها لِمن يُحِب، ومِن هُنا تَبدأ رِحلَة البَحث عَن بقايا النَفس، يالَها مِن قضيّة أليس كَذٰلِك يا ليلكيّة!، اليَوم وَحسب أعرِف ضريبَة العِشق، لا أُريد دَفعَها سأتظاهر أن جيوب قَلبي فارِغَة، يَكفي أن تَمضي ساعاتَنا الأخيرَة ونَحن في حالَة مِن العِشق والشَغَف، وسأخبرِك في هٰذِه اللحظات المُتبقيّة أننا لَم نَكُن كَأي عَاشِقين، كما أننا لَن نَفترِق كَأي واحد مِنهُم، أنّكِ أُنثى مُتفرِّدَة قويّة غَلبَت قسوَتي، وجَعلت مِني لين القَلب، ثُم أعادَت لي الشَغف الذي كُنت قد فقدتَهُ مُنذ زمنٌ بَعيد، أنّكِ رَفيقَة روحي، ولستِ حبيبَتي، إنَّكِ أعمق مِما يدّعون، وأكثر مِما تبدين عليه في قلبي، لا أحد يعرِف من هي أنتِ في عُتمَتي، إنَّكِ أُنثى قلبي الوحيدَة، وسأعيش بكِ مُخبئًا إيّاكِ في ثنايا روحي، بين أوراقي ولوحاتي، سأعزِفكِ عِشقًا كُل ليلَة، وأنام على رائِحَة عِطرَكِ المسروق، سأعيش مُعذبًا بعدَكِ، سأعود لِلموت مُتلحِفًا بِالشوق لكِ يا أُنثاي الشهيّة..

أســود II |إكتِشاف المجهول ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن