الحياة مدرسة جديرة بالتأمل...

4.2K 40 5
                                    

الحياة مدرسة جديرة بالتأمل...

=========================

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين

سيدنا محمد وعلى آله وصحابته اجمعين...

مما لا شك فيه أن جميعنا في كل يوم يتعلم كثيرا ويضيف ما تعلمه

الى حياته ففي هذه الحياة دروس كثيرة جديرة بالتأمل

وجديرة بالاستفادة فكم من قصص واقعية وقعت لأشخاص

نعرفهم وأخرى قرأناها ...وكم من مواقف متنوعه حصلت لنا علمتنا

كيف نتعامل مع الآخرين وأعطتنا دروسا لا تنسى عن انماط مختلفة

من الشخصيات منها الايجابية ومنها السلبية في التعامل مع الآخرين...

وكم من حكم وأقوال مؤثرة كان لها دورا في تغيير كثير من قناعاتنا ..

وهكذا في كل يوم يمر بنا تعلمنا هذه الحياة دروسا جديدة جديرة بالتأمل

والعاقل هو من لا تمر به هذه المواقف سدى ولكن يتفكر ويتأمل

ويحاول أن يتعلم من دروس هذه الحياة ما يكون له عونا في صقل شخصيته

وابراز الجوانب الايجابية وتعزيزها ومحاولة التخلص من الجوانب السلبية ..

بحيث يسمو بنفسه وذاته ويرتقي بفكره ..فالانسان بحد ذاته مشروع

يمكن استثماره بقدر ما تعطيه من العلوم النافعة

وخصوصا تلك التي لها تأثير على السلوك ..والمقصود بذلك التطبيق العملي

لكل ما نتعلمه من قيم فالعلم بالشيء لوحده لا يكفي

بل لابد من أن يكون له واقع ملموس في حياتنا وأتخيل أن كل إنسان

لو بدأ بنفسه وبالمقربين به لصلح حال المجتمع كله ..

وقد أشار الله تعالى الى اهمية ذلك

بقوله تعالى ( كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)

)

والتربية للنشىء ليست مسألة سهلة وانما تحتاج الى صبر وخبرة

وقدوة صالحة وما وصل الاسلام الى مشارق الأرض ومغاربها

إلا بالتطبيق العملي لتعاليم الاسلام السمحة ...

وما استطاع نبينا الكريم أن يربي أمة كاملة إلا لأنه كان

قرآنا يمشي على الأرض يطبق تعاليم ربه على نفسه وعلى من حوله

فقال عنه رب العزة والجلال

( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)

) وحينما سئلت السيدة عائشة

رضي الله عنها عنه قالت :كان خلقه القران ..

فجدير بنا وبعد أن عرفنا مفاتيح الإصلاح ودروب الاستقامة

أن نسلكها فهذا القرآن الكريم بين أيدينا

يبين ويوضح لنا معالم الطريق المستقيم

وهذا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يصلح نفسه

ويهذبها فما ينقصنا سوى الاستقاء من هذه المنابع الزكية

لنصل الى رضوان الله والجنة فاللهم اعنا على أنفسنا بترقيتها

) وارشادها الى طريق الهدى قال تعالى في سورة الشمس

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9

وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10

فلا بد لنا أن نحاسب أنفسنا في كل يوم ونرى مدى استفادتنا

ومدى تزكيتنا لأنفسنا من خلال ما نقوم به من الأعمال

حتى نصل الى بر الامان وهي الجنان التي أعدها الله لعباده المتقين ..

سبحان ربك رب العزة عما يصفون

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

================================================

خواطري...عن مدرسة الحياة -بقلم آمال الكبسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن